اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تتبعنا الروايات التي تعدد أسماء الأئمة (عليهم السلام) أو التي تذكر وصية الرسول (صلَ الله عليه وآله) فلم نجد رواية تذكر نص ما أملاه رسول الله (صلَ الله عليه وآله) ليلة وفاته وما خطه الإمام علي (عليه السلام) بيده من وصية الرسول محمد (صلَ الله عليه وآله)، فاما أن تكون الرواية تتكلم عن كلام الرسول (صلَ الله عليه وآله) في مراحل حياته قبل ليلة الوفاة وهذا غير الذي نريد معرفته وهو ما أملاه الرسول (صلَ الله عليه وآله) في وصيته ليلة وفاته، واما أن تذكر الروايات الوصية بصورة مجملة بدون ذكر نص الوصية كما سمعناه في الروايتين عن سليم بن قيس الهلالي، واما أن تذكر الروايات كلام رسول الله (صلَ الله عليه وآله) في مرضه الذي توفى فيه ولكنه ليس الكلام الذي أودعه في الصحيفة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، انما هو كلام آخر تكلم به الرسول (صلَ الله عليه وآله) في مناسبات غير الوصية . وهذا أيضاً غير الذي نبتغيه من معرفة نص الوصية التي أملاها الرسول (صلَ الله عليه وآله) ووصفها بأنها نجاة للأمة إلى يوم القيامة. فلم نجد رواية واحدة تذكر نص ما أملاه الرسول (صلَ الله عليه وآله) في وصيته ليلة وفاته إلا رواية واحدة ذكرها زعيم الطائفة ورئيسها العالم النحرير العارف بالحديث والرجال المحقق الشيخ الطوسي المتوفى سنة 460هـ في كتابه ( الغيبة ) ويعتبر هذا الكتاب من أضبط كتب الشيعة وأفضلها كيف لا ومؤلفه لا يشق له غبار في علوم الحديث وطرقه وأسانيده والرواية كما يلي :-
... عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال : ( قال رسول الله (صلَ الله عليه وآله) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (عليه السلام) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملا رسول الله (صلَ الله عليه وآله) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام سمّاك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيّهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق إذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماما ً ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ) الغيبة الطوسي ص107-108 . مختصر بصائر الدرجات 39. بحار الأنوار 36 /260. مكاتيب الرسول 2 /95.
وهذا ما يشفي العليل ويروي الغليل وهو ما نبحث عنه من نص ما أملاه الرسول محمد(صلَ الله عليه وآله) ليلة وفاته وخطه علي بن أبي طالب (عليه السلام) بيمينه من تعداد أسماء الأئمة والأوصياء للرسول محمد (صلَ الله عليه وآله) إلى يوم القيامة.
وقد أكد الرسول (صلَ الله عليه وآله) على أن الوصية تكون عند الوفاة ـ كما قدمت ـ بقوله في وصيته عن كل إمام: فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه... وهكذا.
وصدق رسول الله (صلَ الله عليه وآله) عندما قال عن هذه الوصية :
... أكتب لكم كتاباً ًلن تضلوا بعدي أبداً فهي عيّنت الأئمة والأوصياء إلى يوم القيامة فلم يترك رسول الله (صلَ الله عليه وآله) أحداً في أصلاب الرجال لم يرشده إلى حبله الذي يتمسك به والذي يوصله إلى الله تبارك وتعالى. وهذه الوصية هي عهد رسول الله (صلَ الله عليه وآله) والتي يعرف بها كل إمام أو حجة فمن لم يذكر فيها فلا يحق له ادعاء الإمامة وشاء الله أن لا يدعيها أحد باطلاً لأنها قد أطلقها الرسول محمد (صلَ الله عليه وآله) فلا تصيب إلا صاحبها (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى) والحمد لله على ما هدانا .