تشهد الساحة البحرينية حالة من الجدل بشأن رؤية هلال شوال عبر الحسابات الفلكية أو عن طريق الاعتماد على العين المجردة، في وقت ألقى بيان المرجع الشيعي في لبنان محمد حسين فضل الله باعتماد الثلاثاء القادم أول أيام عيد الفطر بظلاله على الشارع البحريني.
ففي الوقت الذي دعت فيه هيئة الرؤية الشرعية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية في البحرين المواطنين لتحري رؤية هلال شهر شوال مساء اليوم الاثنين الـ29 من رمضان الجاري، أعلن رئيس محكمة الاستئناف العليا الجعفرية حميد المبارك يوم الأربعاء أول أيام عيد الفطر.
وقال نائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية الدكتور وهيب الناصر في حديث للجزيرة نت إنه وفقا للحسابات الفلكية يصعب رؤية هلال شوال مساء الاثنين ليتم ثبوته يوم الثلاثاء، وبالتالي سيكون أول أيام عيد الفطر هو الأربعاء.
وأضاف الناصر أنه لكي تتم رؤية الهلال ينبغي أن يكون على ارتفاع خمس درجات وأكثر، وأن تكون استطالة الهلال أكثر من ثماني درجات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المعايير التي اعتمدها المرجع فضل الله لا تتفق مع ما هو متعارف عليه عند الفلكيين.
رمز للوحدة
وأكد أن جمعيته تعتمد في حساباتها الفلكية على معيار التقويم الإسلامي الموحد ومعيار الاتحاد الفلكي العربي الذي تبنته منظمة المؤتمر الإسلامي في مكة عام 1998 والمتمثل في ولادة الهلال قبل غروب الشمس وأن يغرب بعد غروب الشمس ولو بدقيقة واحدة.
الدكتور الناصر -الذي نفى أن يكون سبب الاختلافات حول رؤية الهلال سياسيا أو تعبيرا عن كراهية الأطراف في ما بينهم- حذر من استمرار هذه الاختلافات التي ربما ستضعف من الاعتماد على الشهور الهجرية، ودعا علماء الدين إلى الحفاظ على التقويم الإسلامي والاعتماد على معايير مشتركة توحد المسلمين في مناسباتهم.
وعلى صعيد متصل أثار انتقاد القيادي الشيعي محسن العصفور للمرجع الشيعي محمد حسين فضل لله حول المعيار الذي اعتمده في إعلان الثلاثاء القادم الأول من شوال اعتراض بعض رجال الدين الشيعة وأتباع فضل الله في البحرين.
ثلاثة أعياد
من جانب أخر، أبدى عدد من البحرينيين تخوفهم من أن تؤدي الاختلافات الفلكية والفقهية إلى أن يكون عيد الفطر هذا العام ثلاثة أيام الثلاثاء والأربعاء إلى جانب يوم الخميس للذين اعتمدوا الثلاثاء الثاني من سبتمبر/أيلول بداية لرمضان، وهو ما من شأنه أن يضعف من أواصر المجتمع.
لكن الباحث الإسلامي عبد النبي عطية نبه إلى أن هذه الاختلافات سوف تتلاشى في السنوات القادمة وسيكون المجتمع البحريني أكثر تقبلا لعلم الفلك.
وأضاف عطية في حديث للجزيرة نت أن جوهر الاختلافات بين رجال الدين حول مسائل الرؤية يرجع إلى المباني الأصولية والشرعية لاستنباط الأحكام لدى الفقهاء.