ومنها ما ورد من أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بختم القرآن في شهر رمضان وفي غيره من سائر الأيام وبيان ما لختمه من الفضيلة والثواب، ولولا أن القرآن مجموع ومرتب لم يكن لختم القرآن معنى، لأن الختم يقال لما يبدأ من أوله وينتهي بآخره10.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه"11. وقال (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): "إن المؤمن إذا قرأ القرآن نظر الله إليه بالرحمة، وأعطاه بكل آية ألف حور، وأعطاه بكل حرف نورا على الصراط، فإذا ختم القرآن أعطاه الله ثواب ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا بلغوا رسالات ربهم، وكأنما قرأ كل كتاب أنزل الله على أنبيائه، وحرم الله جسده على النار، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه."12 - الحديث.
حتى أن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما قد ختموا القرآن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة مرات، واذا لم يكن القرآن مجموعاً في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف ختموه عنده؟
قال في متشابه القرآن، وقد ثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرا القرآن، وحصره، وأمر بكتابته على هذا الوجه، وكان يقرأ كل سنة على جبرائيل مرة، إلا السنة التي قبض فيها فإنه قرأ عليه مرتين، وأن جماعة من الصحابة ختموا عليه القرآن، منهم أبي بن كعب وقد ختم عليه ابن مسعود عشر ختمات13.
وقال العلامة المجلسي قدس سره في بحار الأنوار: "روى البخاري ومسلم ابن حجاج والترمذي في صحاحهم وذكره في جامع الأصول عن أنس، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد يعني ابن ثابت"14.