أتقدَّمُ بباقات الزهر الأحمر المعطر بأريج الآية المباركة﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾ وأنثر الريحان والياسمين المعطر بأريج كلمات الولاء "الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب سبحانه وتعالى بولاية أمير المؤمنين عليه السلام". إلى مقام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.. وإلى علماء الأمة الأعلام أيدهم الله وحفظهم.. وإلى كل مؤمن ومؤمنة00 وموالي وموالية لآل بيت العصمة عليهم السلام ..
عيد الغدير..
عيد الوحدة الإسلامية وهو عيد الانتماء لآل البيت عليهم السلام وهو اليوم الذي يكتمل فيه الدين وتتم النعمة ويتساوى فيه الغني والفقير والرفيع والوضيع ويتصافح الجميع وتمحى فيه الفوارق الطبقية .
عيد الغدير..
هو معاني الافتخار لنا نحن الشيعة الولائيين و يحمل عبق الولاية الحيدرية التي نشرت عبيرها و شذاها إلى أرجاء الكون ليجتذب كل القلوب المتعطشة إلى كلمة الحق و ليبهر كل العقول الحائرة و التي تريد من يقودها إلى المنهج الحق و لينتشل كل الأيادي المرفوعة التي تنتظر من يخرجها من أوحال الظلام و زيف الباطل.
عيد الغدير ..
هو اليوم الذي أكمل الله به الدين في اقامة النبي عليه السلام عليا أمير المؤمنين علما وأبان فضيلته ووصايته، فصام ذلك اليوم، وانه اليوم الكمال ويوم مرغمة الشيطان، ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبي آل محمد، وهو اليوم الذي يأمر جبرائيل عليه السلام ان ينصب كرسي كرامة الله بإزاء بيت المعمور ويصعده جبرائيل عليه السلام وتجتمع إليه الملائكة من جميع السماوات ويثنون على محمد ويستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئمة عليه السلام ومحبيهم من ولد آدم عليه السلام، وهو اليوم الذي يأمر الله فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبي أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيام من يوم الغدير ، ولا يكتبون عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لمحمد وعلى والأئمة .
عيد الغدير..
هو اليوم الذي جعله الله لمحمد وآله وذوى رحمه، وهو اليوم الذي يزيد الله في حال من عبد فيه ووسع على عياله ونفسه وإخوانه ويعتقه الله من النار، وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعى الشيعة مشكورا وذنبهم مغفورا وعملهم مقبولا. وهو يوم تنفيس الكرب ويوم تخطيط الوزر ويوم الحياء والعطية ويوم نشر العلم ويوم البشارة والعيد الأكبر، ويوم يستجاب فيه الدعاء، ويوم الموقف العظيم، ويوم لبس الثياب ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط ويوم نفى الهموم ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أميرا لمؤمنين. وهو يوم السبقة، ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل بيت محمد عليهم السلام، ويوم قبول الأعمال، ويوم طلب الزيادة ويوم استراحة المؤمنين ويوم المتاجرة،ويوم التودد، ويوم الوصول إلى رحمة الله، ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب ويوم العبادة ويوم تفطير الصائمين.
عيد الغدير..
هو يوم التهنئة، يهنئ بعضكم بعضا، فإذا لقي المؤمن أخاه يقول: الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الأيمان، فمن تبسم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيامة بالرحمة وقضى له ألف حاجة، وبني له قطرا في الجنة من درة بيضاء، ونضر وجهه .
روي عن الإمام الرضا عليه السلام انه قال : إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها ، قيل : ما هذه الأيام ؟ قال : يوم الأضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة ويوم الغدير، وان يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب.
عيد تنصب علي أمير المؤمنين عليه السلام
يا علي إن كان الدين هو الحب فأنت معناهما.. وإن كان العشق هو السموّ فأنت تجليهما كيف لا ؟! وقد جعلتَ أمثال القيا والاطمئنان من بديهيات المعرفة.
فتألقت غير مبالٍ بانكشاف الغطاء .. لذا حقّ أن يحبط ظلام الدنيا إن رام إطفاء نورك، ظنّاً منه أنّ بين العين والياء حدود وجودك فأنت محرر الفلاح، ولا فلاح لمبغضك.. ماذا أقول وكيف أتحدث عنك وأنا لا أستطيع بجميع طاقاتي أن أتفوّه حتى بكلمة تكشف عن عظمة خادمك قمبر.. وكفى بي عزّاً أن أكون لك محبّاً وموالياً وشيعيّاً.
قال الأمام الصادق عليه السلام لمحمد بن مسلم الثقفي: اذهب إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام, وقف مقابله، وزره بهذه الزيارة.. إلى أن يقول فيها:
السلام على اسم الله .. لكن أي اسم ؟
السلام على اسم الله الرضي. السلام على وجه الله المضي .السلام على جنب الله القوي. السلام على صراط الله السوي .إلى أن يقول: السلام على نور الله الأنور, وضيائه الأزهر.
والفرق بين النور والضياء كالفرق بين نور الشمس والقمر, فالشمس مضيئة والقمر منير, لأنه يعكس نورها بنسبة بسيطة, والشمس المضيئة هنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ونورها الجلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ! لكن ما معنى الأنور؟ وما معنى الأزهر؟
هنا يحق للملائكة أن تتعجب من مقامات علي عليه السلام ومراتبه, وقد تتعجب!
ان ما ذكرناه عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذه العجالة هو ألف باء من صفاته، وإلا فهو في مقام أعظم, صلوات الله عليه.
إن لعلي من الفضل ما لا يعلمه «كما ينص الحديث الشريف» إلا الله والرسول و مهما حاول البشر معرفه علي وتفسيره فإنهم لن يصلوا لذلك، وقد تفرق فيه من الناس ما لم يتفرقوا في غيره بين مبغض قال يدخل النار ببغضه ومحب مغال يدخل النار بغلوه وبينهما الفرقة الناجية.. فقد سئل الشافعي عن علي عليه السلام يوماً فقال: ما أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حقداً وحنقاً، وأخفى أحبابه فضائله خوفاً وخرقاً، فظهر من بين الفريقين ما ملأ الخافقين!!!
ذاك هو علي بن أبي طالب عليه السلام, الذي يحق له عندما سمع شخصا تحت منبره يقول إني مظلوم, أن يقول له: انك ظلمت مرة, لكني ظلمت عدد المدر والحصى !!
فسلام الله عليك أيها الوصي البر التقي.. السلام عليك أيها النبأ العظيم.. السلام عليك يا وصي رب العالمين.. السلام عليك يا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.. طبت حياً وميتا.. السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بقبرك الشريف.
نسأل الله أن يثبتنا جميعا على هذا النهج.. ويرسخ حب أهل البيت في قلوبنا.. لنجدد هذه الذكرى كل عام.. ونأمل أن نجدد هذه الذكرى في العام القادم ونحن في حال ٍ أفضل من هذا الحال...
نسألكم الدعاء في هذه الأيام المباركة.. وكل عام وانتم بألف خير.