لا بد أن نتعرف على أئمتنا الكرام(عليهم السلام) كما لا بد أن نتعرف على النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فمعرفة الأئمة سلوكاً وعملاً وجهاداً مواقف تملي علينا هذه المعرفة البصائر الحقة في ساحاتنا الميدانية وفي كل الظروف وسنتحدث عن حياة الأئمة في الفصل القادم وندرس كيفية قيادتهم للحياة والمجتمع حيث أنهم القادة في كل الظروف المتعددة والمتنوعة ونحن بحاجة إلى هكذا قيادة موحدة في المواقف المبدئية متعددة بالأدوار وفقاً للظروف المتعددة، المهم أننا لا بد أن نتعرف على أئمتنا في زمن الحضور وهكذا في زمن الغيبة أيضاً.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية)،
وقال في حديث آخر: (من مات ولا بيعة عليه مات ميتة جاهلية) وفي الحديث الثالث: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية).
وحينما سئل الإمام الصادق(عليه السلام): جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال (عليه السلام): (جاهلية كفر ونفاق وضلال).
إذن لا بد من معرفتهم معرفة تامة لغرض الإيمان بهم كذلك، أما في حالة عدم الإيمان بهم يعني ذلك الرد على المنهجية القيادية التي وضعها الله سبحانه للمسلمين وبمعنى أوضح أن المنكر لهم يعد كافراً فقد قال الإمام الباقر(عليه السلام): (إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) (كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ أعماله ومثله مثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها) فأئمة أهل البيت(عليهم السلام) هم باب الله ودليله أما أئمة الجور فهم ليسوا من الله، يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى). فلا بد من التسليم لولاية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) لأنهم الطريق الشرعي للتسليم المطلق لله تعالى.
يقول الإمام السجاد(عليه السلام): (إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي ومن دان بالقياس والرأي هلك. . . ).
فأوامرهم أوامر الرسول وأوامر الرسول هي أوامر الله تعالى فلا بد إذن من إطاعتهم يقول الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) (اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله الأمر فإنه نظام الإسلام).
وعلى أيديهم نحصل على سعادة الدارين وبطاعتهم تفوز بهما لأنها تحقق رضاه تبارك وتعالى.
قال الإمام الباقر(عليه السلام): (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تعالى الطاعة للإمام بعد معرفته. . . ) فمعرفتهم تعني معرفة الله عز وجل.