كانت إيران لعقود تحت حكم الشاهنشاه، موطنا لتهميش الفئات الواسعة من الشعب ومحطةً للتغريب، عُرفت بشرطي الخليج الفارسي المؤتمر بتوجيهات واشنطن، لتأتي الثورة الاسلامية وتنقلها الى عصر جديد اقترن باسم مفجرها الامام الخميني .
ولد مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران السيد روح الله الموسوي الخميني، عام 1902 في بلدة خمين.
نشأ يتيما تحت رعاية والدته وعمته، وبدأ دراسة العلوم الاسلامية في سن مبكرة في مدينة اراك ثم في قم المقدسة.
تجاوز التقليد السائد عندما انخرط في الشأن السياسي، وبرزت محاضراته التي انتقد فيها سياسات الشاه ودعا الى اقامة الحكومة الإسلامية، طارحا نظرية ولاية الفقيه التي تقضي بقيادة الفقيه العادل المتبصر للدولةَ الاسلامية.
ما بين العامين 1963 و1964 اعتقل الامام على ايدي سلطات الشاه مرتين، ونُفي الى تركيا، والسبب كان دوماً مواقفه من الشاه واميركا وإسرائيل.
بقي الإمام في تركيا نحو سنة، ثم انتقل إلى النجف الاشرف في العراق حيث أقام ثلاثة عشر عاما عمل خلالها على توجيه الثورة داخل ايران عبر رسائل وخطابات مسجلة.
في تلك الفترة كانت العلاقة جيدة بين طهران وبغداد، فطلبت حكومة الشاه من الحكومة العراقية ايقاف نشاط الامام الخميني، ولما رفض الامام الاستجابة طلبت منه حكومة بغداد الرحيل عن العراق، وكان ذلك في تشرين الاول عام 1978، فتوجه إلى الكويت ثم الى فرنسا.
كانت الثورة في ايران قد قطعت شوطا هاما اضطر الشاه معه الى مغادرة إيران، وترك الأمور بيد رئيس وزرائه شهبور باختيار الذي حاول استيعاب مشروع الثورة بالسياسة ثم بقوة العسكر، إلا أن الإمام الخميني أصر على استمرار مشروع التغيير الاسلامي معتمدا على التأييد الشعبي والجماهيري الحاسم، لا على القوات المسلحة أوالعنف.
تحدى الامامُ الأخطار عندما توجه في الاول من شهر شباط عام 1979 الى طهران برغم التهديد باسقاط الطائرة التي أقلته من باريس، وهناك استقبلته الملايين.
توجه الى مقبرة الشهداء وأعلن انتهاء حكم الشاه، ثم عيَّن حكومة مؤقتة بقيادة بازركان. وبعد استفتاء شعبي، اُعلن عن قيام الجمهورية الاسلامية بتأييد جماهيري ساحق.
عشر سنوات مرت بعد ذلك كانت فيها الحكومة الاسلامية الفتية، تشق طريقها وسط حقول الالغام : حصار سياسي واقتصادي تقوده واشنطن، وجبهة مفتوحة مع العراق لثماني سنوات دعمت فيها الدول الكبرى النظام العراقي. وفي تلك الاثناء أرسى الامام قواعد متينة للنظام دستوريا ومؤسساتيا.
وفي عام 1989بات القلب الكبير للامام الخميني متعبا، فاسلم الروح الى خالقها ليلة الرابع من حزيران، لتخرج الملايين في تشييعه، مشهدٌ يشبه ذلك الذي استقبلته به الجماهير يوم الانتصار قبل عشر سنوات.